dimanche 8 juillet 2012

الجواهري رحمه الله وهو يتكلم باسم الشعب الموريتاني في إحدى أروع قصائده :


قبل أن تبكيَ النُّبوغَ المُضاعا سُبَّ من جرَّ هذه الأوضاعا
سبّ من شاء أن تموت وأمثالُك همّاً وأن تروحوا ضَياعا
سبَّ من شاء أن تعيشَ فلولٌ حيث أهلُ البلاد تقضي جياعا
داوِني إنَّ بين جنبيَّ قلباً يشتكي طولَ دهره أوجاعا
ليت أني مع السوائم في الأرض شرودٌ يرعى القَتاد انتجاعا
لا ترى عينيَ الديارَ ولا تسمعُ أذني ما لا تُّطيق استماعا
جُلْ معي جولةً تُريك احتقار الشعب والجهلَ والشقاءَ جِماعا
تجدِ الكوخَ خالياً من حُطام الدهر والبيتَ خاوياً يتداعى
واستمع لا تجدْ سوى نَبضاتِ القلب دقَّت خزفَ الحساب ارتياعا
فلقد أقبلت جُباةٌ تسومُ الحيَّ عنفاً ومهنةً واتضاعا
إنَ هذا الفلاّحَ لم يبقَ إلا َّ العِرضُ منه ، يُجِلّه أن يباعا
بعد عشر مشت بِطاءً ثقالا مثلَّما عاكست رياحٌ شِراعا
عرّفَتْنا الآلامَ لوناً فلونا وأرتنا المماتَ ساعاً فساعا
اختبرنا ، إنَّا أسأنا اختباراً واقتنعنا ، إنا أسأنا اقتناعا
وندِمنا فهل نكفّر عمَّا قد جنينا اجتراحهً وابتداعا
لو سالنا تلك الدماءَ لقالتْ وهي تَغلي حماسةً واندفاعا
ملأ الله دُورَكمْ من خيالي شبحاً مرعباً يَهُزّ النخاعا
وغدوتمْ لهول ما يعتريكمْ تُنكرون الأبصار والأسماعا
تحسبون الورى عقاربَ خضراً وتَرَوْن الدُّروب ملأى ضِباعا
والليال كلحاءَ لا نجمَ فيها وتمرّ الأيام سوداً سِراعا
ليتكمْ طِرتُمُ شَعاعاً جزاءً عن نُفوس أطرتموها شَعاعا
بالأماني جذّابةً قُدتُموها للمنّيات فانجذبنَ انصياعا
وادعيتم مستقبلاً لو رأته هكذا لم تضع عليه صُواعاً
ألهذا هَرقْتُموني وأضحى ألفُ عرض وألف مُلكُ مُشاعا
أفوحدي كنتُ الشَّجاعةَ فيكمْ أولا تملكون بعدُ شُجاعا
كلُّ هذا ولم تصونوا رُبوعاً سِلتُ فيها ولم تُجيدوا الدفاعا
إنّ هذا المتاعَ بخساً ليأبى الله أن تفصِدوا عليه ذراعا
قلْ لمن سِلتُ قانياً تحت رجليهِ وأقطعته القُرى والضيِّاعا
خَبَّروني بأن عيشة قومي لا تساوي حذاءك اللماعا
مشت الناس للأمام ارتكاضاً ومشَيْنا إلى الوراء ارتجاعا
في سبيل الأفراد هُوجاً رِكاكاً ذهب الشعب كلُّه إقطاعا
طعنوا في الصميم من يركُن الشعبُ إليه ونصبَّوا القُطَّاعا
شحنوهم من خائنِ وبذئٍ ومُريبٍ شحنَ القِطارِ المتاعا
ثمّ صبوهمُ على الوطن المنكوب سوطاً يلتاع منه التياعا
خمَدت عبقريةٌ طالما احتيجتْ لتُلقي على الخطوب شُعاعا
وانزوت في بُيوتها أدباءٌ حَطَمت خِيفةَ الهوان اليراعا
ملءُ دور العراق أفئدةٌ حَرَّى تَشكِّى من الأذى أنواعا
وجهودٌ سُحِقن في حينَ ترجِّتْ منها البلاد انتفاعا
فكأنَّ الاحرار طرّا على هذي النكايات أجمعوا إجماعا
اثأري أنفساً حُبسن على الضيم وكيلي للشرّ بالصاع صاعا
واستعيني بشاعر وأديب وأزيحي عمَّا تَرينَ القِناعا
لا يُراد الشعورُُ والقلمُ الحرّ إذا كان خائفاً مُرتاعا
هيَّجوا النار انها أهونُ الشرّينِ وقعاً ولا تَهيجوا الطباعا
إنَّ هذي القوى لهُنَّ اجتماعٌ عن قريب يهدّد الاجتماعا
عصفت قوَّةُ الشعوب بأرسى أمم الأرض فاقتُلِعن اقتلاعا
أنهِ هذا الصراع يا دمُ بين الشعب والظلم قد أطلت الصراعا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire