لا أفهم هذه الأيام الاعلان المتكرر لبعض التيفاية عن دعمهم للجنرال ، وكأنهم لم يدعموه قبل انقلابه الأخير الذي قاد بموجبه البلاد مزيحا القناع عن وجهه الشاحب ، والنية السيئة لما يبيته للوطن ، وماحاكه له بموجب ذلك ، يريد هؤلاء خداع من ؟ ، المواطن الذي يشهد على تزلفهم ورقصهم على معاناته لأي حاكم عسكري ديكتاتوري قدم على اختطاف هذا البلد ، وتزوير إرادتهم وتقديمهم على طبق من النفاق مقابل توظيف أو صفقة ، الكل يعرفكم يا مصاصي دماء المساكين ، والمستهترين بحقوقهم ، الكل يعرف أنانيتكم ونفاقكم ، نعلم أنكم لم تعرفوا إلا التأييد للجنرال وقبله العقيد والجندي أو اللا شيئ الذي سيأتي بعده ، وكلي يقين أنه سيجد مبادراتكم في انتظاره وكأنكم انتظرتموه منذ الأزل ، وستصم آذانه وآذان كل المواطنين جملكم المتكررة حين تتسكعون على أبوابه كما أمثاله من قبل ، والتي لايتغير فيها دوما إلا الاسم وأحيانا الشعار ، ماتظنوننا أيها المخربون للأوطان ، والجهويون القبليون المنافقون ؟ ، من الذي أعطاكم حق التطاول على مدن هذا الوطن وساكنتها من المساكين الذين يعانون أنواع الجوع والحرمان والتهميش والطغيان من مثل هذا النظام ، حتى تتحدثوا باسمهم وتدعمون بهم مشاريع نفاقكم وأطماعكم ؟ ، وأنتم تعلمون وفرعونكم الذي ارسلكم أنهم منكم براء ، وكذبكم وتزويركم ونفاقكم ، يدل مثل هذا ومن يحملون شعاراته على فكرهم ومدى تخلفهم وعدم اكتراثهم لهذا الوطن المحتضر ، وشعبه الذي يعاني الأمرين بل الثلاث من هذا النظام وحثالته ، ولو كانت بحق المدن وساكنتها تؤيد الجنرال وأمثاله لما احتاج إلى إرسالكم بين الحين والآخر للخروج من بينها والتحدث باسمها وكأنها تؤيده ، مثل مايفعل اليوم مع مختلف القطاعات العام منها والخاص ، حتى أن في ذلك الجانب ظهر أشخاص يؤيدون باسم أكثر من قطاع بدون خجل . لايمكن اليوم إيهام الراي العام بمثل هذه الامور لأن أغلبه أصبح يدركها ، ويعرف المغزى منها ، ويعلم أنها من أجل أن يظهر الامر للمواطن وكأنه لايوجد اليوم من لايؤيد ومنه عليه أن يبادر ليجد نصيبه ، كما أنها اليوم جهد باهت لإقناع الناس بأهمية المهزلة التي أصبح الكل يعافها ويعزف عن المشاركة في مثلها ، ومنه على الانتهازيين والمنافقين في بوتلميت وغيرها التوقف فورا عن التزلف على معاناة هذه المدن وساكنتها ، والكف عن التحدث باسمها بما هم أول من ينكره وسيتنكر له ، حال هذه المدن وساكنتها يكفي من الحديث عنها أو باسمها ، ويرفض ويكذب النفاق والتزلف عليها #ويتواصل_النفاق
vendredi 16 mai 2014
#مبادرات_الزور_والتزلف_على_البسطاء
لا أفهم هذه الأيام الاعلان المتكرر لبعض التيفاية عن دعمهم للجنرال ، وكأنهم لم يدعموه قبل انقلابه الأخير الذي قاد بموجبه البلاد مزيحا القناع عن وجهه الشاحب ، والنية السيئة لما يبيته للوطن ، وماحاكه له بموجب ذلك ، يريد هؤلاء خداع من ؟ ، المواطن الذي يشهد على تزلفهم ورقصهم على معاناته لأي حاكم عسكري ديكتاتوري قدم على اختطاف هذا البلد ، وتزوير إرادتهم وتقديمهم على طبق من النفاق مقابل توظيف أو صفقة ، الكل يعرفكم يا مصاصي دماء المساكين ، والمستهترين بحقوقهم ، الكل يعرف أنانيتكم ونفاقكم ، نعلم أنكم لم تعرفوا إلا التأييد للجنرال وقبله العقيد والجندي أو اللا شيئ الذي سيأتي بعده ، وكلي يقين أنه سيجد مبادراتكم في انتظاره وكأنكم انتظرتموه منذ الأزل ، وستصم آذانه وآذان كل المواطنين جملكم المتكررة حين تتسكعون على أبوابه كما أمثاله من قبل ، والتي لايتغير فيها دوما إلا الاسم وأحيانا الشعار ، ماتظنوننا أيها المخربون للأوطان ، والجهويون القبليون المنافقون ؟ ، من الذي أعطاكم حق التطاول على مدن هذا الوطن وساكنتها من المساكين الذين يعانون أنواع الجوع والحرمان والتهميش والطغيان من مثل هذا النظام ، حتى تتحدثوا باسمهم وتدعمون بهم مشاريع نفاقكم وأطماعكم ؟ ، وأنتم تعلمون وفرعونكم الذي ارسلكم أنهم منكم براء ، وكذبكم وتزويركم ونفاقكم ، يدل مثل هذا ومن يحملون شعاراته على فكرهم ومدى تخلفهم وعدم اكتراثهم لهذا الوطن المحتضر ، وشعبه الذي يعاني الأمرين بل الثلاث من هذا النظام وحثالته ، ولو كانت بحق المدن وساكنتها تؤيد الجنرال وأمثاله لما احتاج إلى إرسالكم بين الحين والآخر للخروج من بينها والتحدث باسمها وكأنها تؤيده ، مثل مايفعل اليوم مع مختلف القطاعات العام منها والخاص ، حتى أن في ذلك الجانب ظهر أشخاص يؤيدون باسم أكثر من قطاع بدون خجل . لايمكن اليوم إيهام الراي العام بمثل هذه الامور لأن أغلبه أصبح يدركها ، ويعرف المغزى منها ، ويعلم أنها من أجل أن يظهر الامر للمواطن وكأنه لايوجد اليوم من لايؤيد ومنه عليه أن يبادر ليجد نصيبه ، كما أنها اليوم جهد باهت لإقناع الناس بأهمية المهزلة التي أصبح الكل يعافها ويعزف عن المشاركة في مثلها ، ومنه على الانتهازيين والمنافقين في بوتلميت وغيرها التوقف فورا عن التزلف على معاناة هذه المدن وساكنتها ، والكف عن التحدث باسمها بما هم أول من ينكره وسيتنكر له ، حال هذه المدن وساكنتها يكفي من الحديث عنها أو باسمها ، ويرفض ويكذب النفاق والتزلف عليها #ويتواصل_النفاق
dimanche 20 avril 2014
عويل الصينيين ، وضحك الالمان .. ولاشيئ !!
في إطار رحلة البحث عن منفى للهموم ، وتخليص المرء من أثقالها التي تحرق الصدر ، وتضيق النفس ، قبل ان تثقل الكاهل ، توصل الصينيون إلى أن مقهى جديد لهذا الغرض بالذات ، يعوي فيه كل من لديه شيئ من ذلك ، ربما كفيل بالأمر ، كما رأى الألمان أيضا أن الضحك نصف ساعة يخفف من التوتر ، ومخلص للنفس من ذلك الحزن والغم ، تجربتان على الاقل في أولاهما وجد بعض الصينيين سبيلا للخلاص من كآبنهم ، كما أنه في الثانية أيضا وجد عمال إحدى الشركات الالمانية مايخفف أعباء النكد ، ويدخل السرور إلى قلب مهموم .
أما عندنا فنرى المهموم يبكي كثيرا ، وفي أكثر من مكان ، بدون جدوى ، وفي نفس الوقت من اختار طريق الالمان والضحك ، ولو بطريقة أخرى ، وأكثر من نصف ساعة ، أيضا يضحك دون جدوى ، مما يثير التساؤل حول جدية ضحكنا وكذلك الحال مع البكاء ؟
ضحك الالمان وعوى الصينيون ، وكانت لهم نتائج ذلك ، أما نحن فزاوجنا بين الاثنين والوليد هجين ، لايستمد من أصله أيا من سيمه الوراثية ، ربما عامل البئة كان حاسما في الموضوع ، فعندنا لا يوجد تفريق بين الاشياء ، بل التمييع والتحريف والتزوير قد يكونان أفضل ، وهدفا منشودا ، خصوصا حين يتقاطعان مع أطماع بعض الباكين ، أو الضاحكين نصف ساعة من أبناء النكد والحمل الثقيل .
ربما لأننا أيضا تباكينا غير هادفين للتخلص من تلك الاعباء ، أو ضحكنا متيمنين الخروج من حيزها حينا ولو نصف ساعة فقط ، وبعده يكون مضينا في الضحك نوعا من الهيستيريا تباكيا عليه ، وحشوما ، أكثر من الضحك للخلاص .
العلة في الاشياء هي الاصل ، وبانعدامها تنعدم ، أو تبقى على الأقل قوالب ، يمكن استخدامها لأغراض أخرى ، كما رأينا .
يحتدم النزال اليوم بين الأمور الأصيلة وغير المفبركة ، وتلك المفتعلة النشاز ، وربما كان لذلك أثره البالغ على بكاء الصينييين عندنا ، خصوصا أنه اصبح لدينا خبراء كثر لجلب النسخ غير المفيدة من هناك ، سوى لجالبها والشركاء ، مع سطو أصحابها على المال والعقل الجمعوي من أجل بلوغ الربح فقط ، والربح هو السر ، وبإمكان هؤلاء التفنن في الاستيراد ووفقا لتلك الاسس من أجل ذلك السر ، شريكا وهميا ، حلوى على انها دواء ...
و لايختلف الأمر كثيرا مع الضحك ، فمع أن نسخته الأصلية ضحك من أرباب العمل في شركة ألمانية على نفوس العمال ، أرادوا ذلك عوضا عن تقديم الامتيازات والعلاوات وحق العمال فيها ، ومع ذلك كان لأصحابها على الأقل بذلك اعتراف بحق هؤلاء في الضحك ، أما عندنا فللأمر وجه آخر أقبح ، ليس خلفه عمل ، أو اعتراف بحقنا ، وإنما سهر رواد السر أيضا على هذا الجانب الآخر ، والعمل على إخراج من يدعي سروره بوجود هؤلاء ومايفعلون ، وتقمصه دور الضاحك ، الذي يقف ممثلوه أحيانا عاجزين عن الضحك بعد قبولهم الدور المفتعل ، مما يعني انه حتى وإن وجد فهو تمثيلي لا غير ، وهو مادفعهم اليوم إلى محاولة تسويغه من خلال أمور ، ملامح مغموم فيها قد تكون أكثر تجانسا مع الأمر ، وهو ماعرف بالمبادرات ... ، أي أنهم أصبحوا يضحكون بالمبادرات ، و على من ؟
فعلا نحتاج إلى البكاء وفي أشسع من مقهى ، نحتاج إلى ذلك السيل من الدموع الحقيقي لجرف كل النكد ، وأصحاب المصائب ، وبطارقة الاتجار بالوطن والضمير ، وركب أمواج تلك الدموع لتوصلنا إلى بر الضحك والسرور بواقع جميل ، لا ضحكا على العقول .
dimanche 6 avril 2014
قانون المستبد عصا جور
لم يتوقف الانسان يوما عن الكفاح من اجل الافضل ، وعرف ذلك منذ الأزل ،
ورافق مختلف مراحل البشرية ، فلم تخلو أي حقب من حقب التاريخ من رائدين في هذا المجال ، كانوا
دوما الشعلة التي تنير الدرب ، وتسعى للرقي والازدها بشعوبها ، وبلدانها ، اتجاه
مصاف التحضر ، والعيش الكريم ، وإن اختلفت مشارب هؤلاء ، وسبلهم لتحقيق ذلك ، فإن
الهدف المنشود ظل واحد ، كما هو الحال في التعامل معهم ، فقد كانوا دوما يصطدمون
بجدار الاستبداد ، المسلح بالأيادي الباطشة ، والقوانين الجائرة .
إن أكثر اليوم ما يؤرق الحالمين بالتغيير ، والماضين في ذلك السبيل ، مبتغين
الأفضل لشعوبهم وأوطانهم ، هو قانون الجور الذي يكتبه المستبد ، في إحدى صفحاته
السوداء ، ليس إيمانا منه بالقانون ، أو العدل ، وإنما بحثا عن أداة قمع وتنكيل في
ثوب وهم الشرعية ، مستفيدا في ذلك من وضع شكلي يوهم به نفسه قبل الغير أنه يخوله
ذلك ، بوجوده في السلطة ، وتوفره على اشكال المعرف بها ، يرجع إلى الهندسة
والميكانيكا أكثر من الدستور ومصادر الشرعية ، مثل مجالسه اللا دستورية وغيرها ...
، الأمر الذي يوحي بعدم ارتباط نصوص وأفعال
مثل هذه الأنظمة بالقانون والشرعية .
لا يخفى على من يعيش في عالم اليوم مفهوم دولة القانون ، والغرض منها ، كما
النصوص التي تعمل بها ، الحاضرة في مجمل تفاصيلها ، التي لم يجد الانسان الخارج من
جحيم الاستبداد أفضل منها ، وهو من نحتها ، نزوعا للقيم ، وحنانا منه إلى مضجع
تصان فيه كرامته ، وتحترم له فيه حقوقه ، وسلطته المنبثقة من إرادته تسهر على أن
يتم ذلك على أكمل وجه ، مما يعني ان القانون ودولته ، وجدا بدافع وتطلع من الشعب ،
بعد ما عاناه في زنازن الاستبداد ، بيد أن ذلك لا يبقى على تلك الحال حين تكون طلائع
المشهد قوى الاستبداد ، العدو الأزلي لنظم العدل وإرادة الشعوب ، والتي دوما تسير
في عكس اتجاه إرادة ومصالح الشعب .
مادام الأمر واضح وبهذا القدر من التجلي ، يبقى النزوع نحو المغالطة والمكائد
والتضليل اتجاه الشعب أمر مفضوح ، مهما
كان اللثام ، وأيا كان المفهوم ، لأن العلة الحقيقية من القانون لا توجد في مثل
هذا ، من حيث غرضه ، وكذلك مصدر شرعيته ، بمعنى ان إلباس الجور ثوب القانون ، مجرد
تحريف للقانون ، والالتزام بالميكانيكية في إخراجه لا يضفي عليه صبغة الشرعية ،
لأن القانون أداة للعدل ، وشرعيته مصدرها مصالح وإرادة الشعب ، وليس تصفية خصوم المستبد
ومناهضيه ، أو مطيته في النهب وغيره من فساد .
ومنه لا يكون مثل هذا النوع من النصوص بالمكان المحترم ، أو الواجب التسليم
به أو طاعته من طرف المواطنين ، بل الواجب مناهضته والوقوف في وجهه ، فهو من أقبح
أوجه الاستبداد ، والمراد منه التنكيل بالمناضلين الشرفاء ، والتخلص منهم عن طريقه
.
لايكون
للقانون الذي يضعه المستبد أي ارتباط بفكرة العدل ، التي يوضع من أجلها القانون ، أو
صلة بإرادة الشعب التي يستمد منها شرعيته ، ومنه يبقى قانون المستبد كأفعاله ، لا
عدل فيه يرتجى ، ولا شرعية له تهاب ، ولا يستغرب ذلك من المستبد ، لاسيما في البلدان التي تختل فيها معايير
القيم وتتردَّى مفاهيم الأخلاق ويسود التسلط ، والقانون فيها مجرد عصا ، يستعملها
المستبد لما يريد ، الجديد في ذلك القانون الذي سيخرج هذه الايام "الاطار
القانوني لمجتمع المعلومات الموريتاني "، والذي يقف الآن بباب محطته الأخيرة
، وخروجه منها سيكون مثل مرور متسابق الرالي بمنعطف سهل ، وهي عبارة عن برلمان
ميكانيكي ، يصوت آليا ، مفتاح زره بيد السلطة ، والغرض من هذا القانون (العصا) تكمبم الافواه ، والضرب
بيد من حديد على أنامل يريدون لما تخطه من أحلام وتطلع مشروع لهذا الشعب ، يعادي مشاريعهم في البقاء والتسلط عليه ، أن
يكون جريمة ، بدل التركيز على إجرامهم الحقيقي ، والمشهود الذي لا لبس فيه اتجاه
هذا الشعب الضعيف .
لا يدل تقديم مثل هذه القوانين إلا على استبداد من يقدمه ، ووجود برلمان
يشرع مثله يفضح ما خفي وراء شكله ، انعدام تمثيل الشعب والدفاع عن مصالحه ، و مثل
هذا النوع من القوانين لا مرجع له في العلوم القانونية النظرية ، ففقهاء القانون
برءآء منه ، وكذلك مراجع الشرع ، وقيم
العدل ، والشعب لا يراعي حريته وكرامته عله يحظى بدعمه ، ومنه يكون لا وجود له إلا
في خيال الاستبداد كغيره ، مما يحيك في مخيلته ضد الشعب ، ولا أرى له ذلك سببا سوى في مقارعته .
dimanche 30 mars 2014
تضليل العقل يأباه مدلول الفعل
يستنير الانسان الطبيعي
بما يفعله في الحياة بالعقل الذي رزقه الله اياه ، و ذلك للإستهداء به لفعل الأفضل
، كما يستعين به لفهم الأشياء والبحث فيها لفهم كنهها والوقوف على حقيقتها .
و يراعي العقل المثالي
بالنفس السوية فيما يفعله الصواب ، وذلك ما تمليه إنسانيته التي تحن دوما إلى
القيم والمثل ، وهم غذاء تلك الروح ، الموجود في ربوع الشرائع السماوية ، وما يضاف
لها من المدارس الوضعية في هذا المجال ، غير أن تلك المعالم سرعان ما تفتقدها حين
النظر إلى أفعال مرضى العقول ، وأصحاب النفوس غير السوية ، فوهم عقلنتها وانسجامها
مع القيم والمبادئ يأباه مدلولها ، وسرعان
ما يتلاشى أمام المتتبع للأمر ، الباحث في حقيقته ، وأبرز الأمثلة على ذلك ما يفعله الطغاة اتجاه شعوبهم ،
وما يلازمه من جهد حثيث من طرف من يقتاتون على فتاتهم لعقلنته و جعله قوي الصلة
شكلا بما يناقضه من قيم ومبادئ تحترم الإنسان وتراعي كرامته .
يسعى المستبد دوما لتشويه
المفاهيم وتخريب مدلولاتها ، ويتجلى ذلك أكثر وبشكل أدق في يومنا هذا ، الذي أصبح
تهديد زواله فيه أكثر وخيارا واردا لدى الشعوب ، فهو يستبيح كل شيئ ويستعمل كل ما
أمكن ، بمختلف الأساليب لتسفيه الوعي الاجتماعي الانساني ، وتزييف الاهتمام البشري
وتشتيت الادراك الحسي بتلك المفاهيم ودلالاتها التي وجدت من اجلها أو في
سبيلها ، مجندا لذلك وسائل إعلامه المتعددة
والمتنوعة التي لم تاخذ يوما أو تخرج غير صوره ، ولم تتحدث سوى عن ألوهيته حاشا
لله ، ونبوته وتخليصه ، كما يصاحب ذلك شراء شخصيات عرفت يوما من دعاة هذه المفاهيم
لا غير ذلك .
لا يراعي المستبد من
مفاهيم القيم والمبادئ الإنسانية سوى ما يخدم جثومه على صدور المواطنين ، فهو لا
يعترف بها أصلا ، ولا تهمه ، بل تتناقض مع وجوده ، وتمسه في كينونته ، فمثلا حين
يقول دكتاتور عسكري منقلب على الدستور بالديمقراطية ، أو حقوق الإنسان ... ، وهو
يحكم بالقوة ويقطع أعناق العباد ، ويستهتر بحقوقهم ، وينهش كرامتهم ،
ويحاصرهم حتى في قوتهم ، و أبسط حقوقهم التي لا يستطيع أي منهم الحصول
عليها إلا حين تقطر يداه دما من التصفيق ، وتذرف عيناه دمعا من النفاق ، ويركع
منحيا لجبروته ، معلنا تخليه عن كرامته وباقي حقوقه ، أحقا مدلول هذا يدل على وجوده
؟
تختلف اوجه التضليل ،
وتسير في كل الاتجاهات ، وآخر مثال عليها ما فعل مع الشباب أخيرا ، مع أن ناظره لن
يؤرقه التفكير لفهمه ، فهو جلي ، فاعله وظروفه وتاريخ صاحبه وحاضره مع الشباب ،
وما فعل بهم لم يترك في الأمر لبس على أحد ، يمكن أن يضلل به ، أو يجرف إلى تصديق
شعار وهمي ، مدلول أفعال صاحبه ، وما يرجوه رواد التمثيل الذين ظهروا معه لم تترك
فيه للشك مكان .
فظروفه تسبق انتخاب
الجنرال لنفسه بشهرين فقط ، وتاريخه مع الشباب بين طياته قتل الشاب لمين مانكا ،
والعامل الذي قتل مقرونا مع زميله محمد المشظوفي ، الراحل يعقوب ولد دحود الذي
أشعله الظلم والاستبداد ، وكذلك المعلم عبد الرحمن ولد بزيد ، والشاب الذي قتله
القمع بحانوته الشيخ ابن المعلى ، وشهيد المصحف الشريف أحمد ولد حمود ...،
والتنكيل والظلم يطارد الشباب أين ما وجدوا ، الجامعة تقتحم عليهم ويطردون ويسجنون
بدل حل مشاكلهم ، وفي الشارع حين يخرجون المصير نفسه في انتظارهم ، سواء كانوا ممن
يحملون الشهادات طالبين حق التوظيف ، بغض النظر عن تخصصاتهم ودرجاتهم العلمية ،
لأنهم وقفوا كلهم الموقف ذاته والجواب كان صريحا من يريد مواد الاشتعال نمده بها ،
أو من طالهم بطش الإستعمار في ثوبه الجديد متمثلا في تازيازت و غيرها من الشركات ،
التي لا يجني منها شبابنا اليوم سوى الحرمان ، والفصل التعسفي لمن طالهم سمها دون
ابسط الحقوق ، وفي انتهاك صارخ وبين للقانون ،
ومباركة من يفترض فيهم حمايتهم ، بل وتعذيبهم والتنكيل بهم حين يستنجدونهم وإكمال المهمة ... ، هذا فضلا عن انعدام أي
مشاريع تنموية في حقهم أو غيرهم ممن يشكون البؤس والتهميش في هذا الوطن .
عجبا لمن يفعل هذا مع الشباب بالامس القريب ويريد منهم
اليوم جنودا في مهازله ، أو حتى تصديق
مارتون دأب عليه كل من قمع ونهب من أمثاله ... " إنها لا تعمى الأبصار ولكن
تعمى القلوب التي في الصدور " .
لوكان لمثل هذا المارتون
نتيجة لوجدها الشباب في 7 سنين هي الأقرب ، كان أول شعار فيها الشباب ، فلم ننسى المنتدى
الذي افتتحه الوزير الأول في قصر المؤتمرات في 2009 ، وجمع له أكثر من 600 شاب ،
وقبل أن ينفض الجمع قال المنظمون كما فعل الخلف اليوم ، خرج المشاركون بملتمس
تأييد .. للجنرال ، الأمر الذي استدعى تدخل البازب ، حين رفض المشاركون التزوير
عليهم والكذب ... ، وقبل تنظيم الأخير وما تحقق بينه والاول من إنجاز مع الشباب ، كنا
عرفنا ما نظم من أجله قبل افتتاحه ...
لقد عمل هذا النظام على
تضليل المواطنين ، وتكريس قيم التحريف في كل شيئ ، الأحزاب ، النقابات ... ، وإحلال
محل الشباب المناضل المناهض للظلم والاستبداد ، شباب التجسس ، النفعي الذي يتاجر
بكل شيئ ، يجيد لعب "غش أعطيك فلوس ، لعبة أمل الشعوب " ، ليعيش الكل في
حيرة لا يعرف الصالح من الطافح ، ولا الصادق من الكاذب ، وفي جو مماثل يكون أكثر
اطمئنانا ، لكن الحيل تنكشف ، "والكذب يوكف" ، العيب ليس في التعثر ، وإنما
الاتجار بالضمير .. ، وإخراج دفعة من شباب تحت الطلب في عرض عسكري أو مدني ،
وتسخير كل إمكانيات الشعب لذلك لا يقلب الحق باطلا ، و ما هو كائن غير موجود ،
وأمر سبق إليه سلف الاستبداد ولم يبدد ذلك حلم الشعوب ، فهي اقدر على البقاء ،
والحق لا يتقادم .
إن تدنيس القيم والمبادئ
والعمل على تحريفها ، جريمة ضد الإنسانية ، ويتقاسم المسؤولية فيها المستبد ، ومن
ينفذون له ذلك ، حين يستبدلوها بالطمع والخنوع ، والكذب والتضليل ،و قد يعكس ذلك
جبن أصحابها وجهلهم وتنكرهم للتاريخ وعبره ، لكن لن يكون نهاية شعب حلم بالحرية
والعيش الكريم ، وعمل من أجلهما ومازال على الدرب ، ومدلول فعل هذا النوع من
السينما التضليلية ، لم يترك حيله تنطلي على أحد .
Inscription à :
Articles (Atom)