jeudi 4 juin 2020

السجن لقاح موريتانيا ضد كورونا !


في الوقت الذي يحاول فيه العالم تسريح السجناء بكل الطرق في سبيل منع إصابتهم بالوباء وكجزء من الحرب عليه تتركز استراتيجية موريتانيا الغائبة أصلا على الحرب على النشطاء والمدونين ، وهو ما توجه النظام هذه الأيام بسجن بعضهم ، وتوعد الباقين !
لقد ظل الفشل يطبع تحرك النظام ضد كورونا ، فمن اليوم الأول لم يخرج من مشاهد حربه على كورونا إلا ما يدينه ، فمن مشاهد القمع ، للقتل ، للإهمال ، وصولا لخروج المصابين متظاهرين يصرخون ألما من الوضع الذي أرغمهم عليه النظام في حجزهم !
لقد حصل معي شخصيا ومع أهلي ما يعزز القول بفشل النظام خلال إدارته لملف كورونا ، وربما الأمر هو هو مع كل من سيشارك تجربته مع الجميع ، وسأحكي هنا تجربتنا مع غيرها ليتضح زيف وأكاذيب النظام التي يطالعنا بها كل يوم ، ويسجن من يتحدث بغيرها ! ، ففي يوم 27 من رمضان أصيب أخي بحمى وبعض الأعراض الأخرى ، اتصلت شخصيا بالرقم الأخضر 1155 ، وبعد الكثير من المحاولات أعطوني الطبيب بالهاتف حكيت له الأمر ، بكل استرخاء أجابني يأخذ دواء الحمى ..، بعده بيوم والدتي وأختي تأخذهم الحمى أظنها نفس الحمى ، وقمت أيضا بالاتصال بالرقم الأخضر ولم يكن الحال أفضل ، وفي نفس اليوم جاء علي الدور شخصيا ، حمى شديدة وصداع ..، قمت أيضا بالاتصال بهم وبعد جهد جهيد تكلم معي الطبيب وقال لي خذ دواء CO-arinate وهو دواء حمى الناموس ، والحمى أخذتنا جميعا ، وكنت أتصل بهم مع كل مصاب ولم يستدع ذلك التحرك حتى ونحن نبلغ عن إصابة من يعانون من أمراض مزمنة ، حصل هذا معنا وحديث جهاز الصحة اليومي عن علاج آلاف المكالمات ، ولمن لا يعلم ذلك العلاج ، فهو يعني أخذ شخص للهاتف وحديث لدقيقة أو دقيقتين من شخص ليس متخصص ، وليس لديه ما يفعله أو يقوله ، يسأل المتصل من أين اتصل وسنه ، وهذا كلما عنده ، وحين يسأله المتصل يقول له انتظر حتى أجد الطبيب الذي ربما لن يجده ، أما عن الفحوص فكم من شخص يمسي مصابا ويصبح غير مصاب ، وكذلك العكس ، ولم أفهم حتى الآن الانتقائية في الحجز الصحي ، والتعامل مع الجنائز ..، وكذلك إعلان الوفيات ، فهناك مثلا أشخاص يتوفون قبل مؤتمر الوزارة اليومي وتعلن عنهم منظمة الصحة العالمية أحيانا في حين تتجاهل الوزارة إعلان وفاتهم ، وكذلك الحال مع بعض المصابين ، أما من تم حجزهم فتبدأ معاناتهم بمجرد أخذهم للحجز ، يشكون من تأخر الفحص ، وفيهم من يمضي على حجزه يوما كاملا دون أن يزوره طبيب أو يقدم له الغذاء أو أي شيء آخر ، ربما البلد الوحيد الذي يتظاهر فيه المرضى طلبا لطبيب و طلبا للطعام ومسترح ..، يحدث كل هذا في بلد صم نظامه الآذان بالحديث عن الجاهزية والمواجهة الناجحة لفيروس كورونا وهو الذي تفشى في مجتمعنا وتمدد فيه وصال وجال دون علم من يعلنون أن الوضع تحت السيطرة !، وحين إدراكهم أن الوضع ليس كذلك كان رد الفعل العشوائي للنظام يرتكز على مطاردة المدونين والمهتمين بالحالة الوبائية للوطن ، ويبدو أن النظام أدرك أنه لا يتقن سوى تضييق الخناق على النشطاء والمدونين في ظل فشله في حصار الوباء والعمل على القضاء عليه ، وتوج ذلك بسجن المدونين ويتوعد بالمزيد ! ، هذا فضلا عن الفشل على الصعيد الاقتصادي ، حيث تم افتقار 179 ألف أسرة ، وتواصل الانهيار من جراء الاجراءات التي لم تأخذ بالحسبان حقيقة ضعف المجتمع وفقره ..!
وفي الوقت الذي يعمل فيه العالم بجد على حصار الوباء من أجل القضاء عليه ، والعمل على الحد من آثاره السلبية ، والبحث عن لقاح مضاد له ، يستعمل نظامنا لقاحه ومخ استراتيجيته المبني على سجن النشطاء والمدونين ، ولأنه يعي جيدا أنهم الأجسام المضادة لفساده وزيف أقاويله ..، لجأ إلى لقاحه التقليدي الذي تستخدمه النظم الأمنية كلما جد جديد وهو سجن النشطاء والمدونين !