vendredi 31 janvier 2020

يقع الرئيس على الرئيس ... !










بالأمس خرج الرئيس ولد الغزواني من الترحيل متحدثا عن برنامج الأمان الاجتماعي الفوري ، معلنا العشرين مشروعا التي يتكون منها البرنامج ، متحدثا بفخر في مجال التعليم عن نيتهم بناء 42 مؤسسة تعليم ثانوي ، وإنشاء 79 مدرسة مكتملة وبناء 474   فصل كتوسعة لمدراس موجودة ، وبناء معهد للتكوين المهني في الرياض ، يستوعب 1200 طالب ، وزيادة منح الطلاب ب 5000 أوقية سيستفيد منها 8000 طالب ، خلال هذه السنة ، كما تحدث البرنامج عن توزيع بعض المواد الغذائية على 100 ألف أسرة ، ودعم الشركة الوطنية للأسماك ، بالإضافة إلى توسيع التحويلات النقدية الاجتماعية للأسر الأكثر فقرا ، كما تحدث البرنامج أيضا عن مجانية نقل المرضى بين المستشفيات ، والمساهمة في نقل أصحاب الأمراض المزمنة ...

لقد تلقف الغزوا نيون الإعلان بفرحة عارمة ، وقدموا هذه المشاريع وكأنها إنجاز كوني لم يسبق له مثيل ، ولم يسبق زعيمهم إليه أحد ، حتى التلفزيون الرسمي تجاوبا مع الحدث الأعظم أخرج مديره المساعد بلغته الجزلة وصوته العذب ليقدم المشاريع " الفسخة " لمشاهديه ، لكن الحقيقة أن كل ذلك مجرد دعاية ، فما قدمه الرئيس هو عبارة عن ترقيعات سبقه إليها ولد عبد العزيز من خلال برنامج أمل والتضامن ... ، وكذلك ولد الطائع ...، فخلال تقديم رئيس الوزراء السابق مولاي ولد محمد لقظف لحصيلة عمل الحكومة لسنة 2012 أمام البرلمان تحدث عن أمل والتضامن ، وغلاف مالي وصل حدود الأربعين مليار أوقية ، وعن تدخل تمثل في فتح 1200 دكان تبيع بأسعار مخفضة ، وتوزيع 241 ألف طن من المواد في 31 أغسطس 2012 ، 131 ألف منها مواد غذائية ... ، كما تحدث في نفس الإطار عن توفير البرنامج ل 2000 فرصة عمل ، وتحدث مدير التضامن عن حصيلته في 2013 متحدثا عن بناء 41 مدرسة مكتملة ، وبناء 42 مركز صحي ، واستصلاح 371 هكتار من الأراضي الزراعية ، وإنجاز 36 منشأة مائية ، وبناء 15 سد ، وكذلك بناء 1159 سكن اجتماعي ، وتوزيع 2250 سيارات ثلاثية الدفع ...، ولد عبد العزيز نفسه يعدد إنجازاته خلال مأموريته الأولى وهو يترأس مهرجانا انتخابيا في ألاك يوم 06/06/2014 ، متحدثا عن إنشاء أربع مستشفيات متخصصة وسبعين مركزا صحيا وإعداد خطة وطنية لتنمية قطاع الصحة والحماية الاجتماعية ، وعن إنشاء مدينة جامعية و مدارس للمعادن والأشغال العمومية والتقنيات ومدارس الامتياز ... ، ولاشك أن الجميع يتذكر مشروع الكتاب  في عهد ولد الطايع، والحديث عن تشييد 56 دارا للكتاب و216 مكتبة عمومية ، و تقسيم 302000 كتابا مجانيا ،  وبناء 661 قاعة دراسية و 105 مدرسة ابتدائية و إعدادية و ثانوية ... ، وفي عهد الكتاب أيضا كان عهد الإصلاح الزراعي الثالث والرابع ، إصلاح استفاد منه كبار التجار فقط ، وكان بوابتهم للدخول والتملك في شمامة ، ليظل القاسم المشترك بين الجميع هو أن  كلما قدموه لم يجدي ، وأن ما حصل ويحصل  مجرد تبديد لأموال شعب كتب عليه حتى الآن أن تبدد أمواله في مشاريع ارتجالية ، لا تراعي جوهر المشكل ، ولا تضع استراتيجية حقيقية للقضاء عليه بشكل جذري ، وإنما مجرد شعارات من نفس الأشخاص يقدمونها جاهزة لمن يحكم مع اختلاف تسميتها والنتائج واحدة ! ، وإلا فأين هي المدينة الجامعية والمعاهد والمراكز الصحية ودور الكتاب ، وماذا قدمت في سبيل حل المشاكل التي وضعت لحلها ؟ ، أين هي الساحات الخضراء ، و الساحات العمومية ، وأين رباط البحر ، وأين مشروع السكر وكل رؤساء حزب الاتحاد يعرفون الجواب !؟

لقد دأب السادة الضباط على التقليد المتمثل في تيمن المساكين من أبناء هذا الشعب والوقوف بينهم والبكاء أحيانا متأسفين على حالهم ، وما آلت إليه أوضاعهم ، مقدمين الوعيد لمن فعل بهم ذلك ، وواعدين إياهم بالعمل دون ملل أو كلل على تحسين أوضاعهم ، وإخراجهم من جحيم الجهل والفقر والبؤس ، وعود للاستهلاك الإعلامي فقط ، وما لم يفهمه كثر أو يرفضون فهمه أن القول منفصل عن العمل عند هذا النوع من الحكام ، فوعودهم لتخدير المساكين ، أما الفعل فهو لتبييض الفساد ، مشاريع التعليم والصحة والمجتمع والثقافة ...، المستفيد منها هم الحكام أنفسهم ومقاولوهم وأشباه النخب ممن يعشون على فتاتهم وكجزء من زمرتهم ، وبالتالي فليس من البدع عند هؤلاء تقديم نفس المشروع الفاشل بالأمس باسم مختلف وتحت إشراف شخص تلاحقه تهم الفساد " أجهزة كشف المخدرات والمتفجرات بالمطار " وانتظار نتائج جديدة من هذه المعادلة المريضة !

إن بناء الأوطان يتطلب عملا شاقا وصادقا وموجها توجيها صحيحا ، تسهر النخب على إعداد برامجه ، انطلاقا من تشخيص دقيق يقف على مكامن الخلل ، ووضع حلول حقيقية لتلك الاختلالات والمشاكل ،  وتكون لها السلطة لمتابعة تنفيذ تلك الحلول والاستراتيجيات ، أما مشاريع الاستهلاك الآني ، والعمل الدعائي فلا يستفيد منها غير أصحابها ، بل تفاقم مشاكل وطن ومواطنين طالت معاناتهم ولم تعد تحتمل المزيد .
" ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم " صدق الله العظيم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire