vendredi 16 mai 2014

#‏مبادرات_الزور_والتزلف_على_البسطاء‬


لا أفهم هذه الأيام الاعلان المتكرر لبعض التيفاية عن دعمهم للجنرال ، وكأنهم لم يدعموه قبل انقلابه الأخير الذي قاد بموجبه البلاد مزيحا القناع عن وجهه الشاحب ، والنية السيئة لما يبيته للوطن ، وماحاكه له بموجب ذلك ، يريد هؤلاء خداع من ؟ ، المواطن الذي يشهد على تزلفهم ورقصهم على معاناته لأي حاكم عسكري ديكتاتوري قدم على اختطاف هذا البلد ، وتزوير إرادتهم وتقديمهم على طبق من النفاق مقابل توظيف أو صفقة ، الكل يعرفكم يا مصاصي دماء المساكين ، والمستهترين بحقوقهم ، الكل يعرف أنانيتكم ونفاقكم ، نعلم أنكم لم تعرفوا إلا التأييد للجنرال وقبله العقيد والجندي أو اللا شيئ الذي سيأتي بعده ، وكلي يقين أنه سيجد مبادراتكم في انتظاره وكأنكم انتظرتموه منذ الأزل ، وستصم آذانه وآذان كل المواطنين جملكم المتكررة حين تتسكعون على أبوابه كما أمثاله من قبل ، والتي لايتغير فيها دوما إلا الاسم وأحيانا الشعار ، ماتظنوننا أيها المخربون للأوطان ، والجهويون القبليون المنافقون ؟ ، من الذي أعطاكم حق التطاول على مدن هذا الوطن وساكنتها من المساكين الذين يعانون أنواع الجوع والحرمان والتهميش والطغيان من مثل هذا النظام ، حتى تتحدثوا باسمهم وتدعمون بهم مشاريع نفاقكم وأطماعكم ؟ ، وأنتم تعلمون وفرعونكم الذي ارسلكم أنهم منكم براء ، وكذبكم وتزويركم ونفاقكم ، يدل مثل هذا ومن يحملون شعاراته على فكرهم ومدى تخلفهم وعدم اكتراثهم لهذا الوطن المحتضر ، وشعبه الذي يعاني الأمرين بل الثلاث من هذا النظام وحثالته ، ولو كانت بحق المدن وساكنتها تؤيد الجنرال وأمثاله لما احتاج إلى إرسالكم بين الحين والآخر للخروج من بينها والتحدث باسمها وكأنها تؤيده ، مثل مايفعل اليوم مع مختلف القطاعات العام منها والخاص ، حتى أن في ذلك الجانب ظهر أشخاص يؤيدون باسم أكثر من قطاع بدون خجل . لايمكن اليوم إيهام الراي العام بمثل هذه الامور لأن أغلبه أصبح يدركها ، ويعرف المغزى منها ، ويعلم أنها من أجل أن يظهر الامر للمواطن وكأنه لايوجد اليوم من لايؤيد ومنه عليه أن يبادر ليجد نصيبه ، كما أنها اليوم جهد باهت لإقناع الناس بأهمية المهزلة التي أصبح الكل يعافها ويعزف عن المشاركة في مثلها ، ومنه على الانتهازيين والمنافقين في بوتلميت وغيرها التوقف فورا عن التزلف على معاناة هذه المدن وساكنتها ، والكف عن التحدث باسمها بما هم أول من ينكره وسيتنكر له ، حال هذه المدن وساكنتها يكفي من الحديث عنها أو باسمها ، ويرفض ويكذب النفاق والتزلف عليها ‫#‏ويتواصل_النفاق‬

dimanche 20 avril 2014

عويل الصينيين ، وضحك الالمان .. ولاشيئ !!


في إطار رحلة البحث عن منفى للهموم ، وتخليص المرء من أثقالها التي تحرق الصدر ، وتضيق النفس ، قبل ان تثقل الكاهل ، توصل الصينيون إلى أن مقهى جديد لهذا الغرض بالذات ، يعوي فيه كل من لديه شيئ من ذلك ، ربما كفيل بالأمر ، كما رأى الألمان أيضا أن الضحك نصف ساعة يخفف من التوتر ، ومخلص للنفس من ذلك الحزن والغم ، تجربتان على الاقل في أولاهما وجد بعض الصينيين سبيلا للخلاص من كآبنهم ، كما أنه في الثانية أيضا وجد عمال إحدى الشركات الالمانية مايخفف أعباء النكد ، ويدخل السرور إلى قلب مهموم   .
أما عندنا فنرى المهموم يبكي كثيرا ، وفي أكثر من مكان ، بدون جدوى ، وفي نفس الوقت من اختار طريق الالمان والضحك ، ولو بطريقة أخرى  ، وأكثر من نصف ساعة ، أيضا يضحك دون جدوى ، مما يثير التساؤل حول جدية ضحكنا وكذلك الحال مع البكاء ؟
ضحك الالمان وعوى الصينيون ، وكانت لهم نتائج ذلك ، أما نحن فزاوجنا بين الاثنين والوليد هجين ، لايستمد من أصله أيا من سيمه الوراثية ، ربما عامل البئة كان حاسما في الموضوع ، فعندنا لا يوجد تفريق بين الاشياء ، بل التمييع والتحريف والتزوير قد يكونان أفضل ، وهدفا منشودا ، خصوصا حين يتقاطعان مع أطماع بعض الباكين ، أو الضاحكين نصف ساعة من أبناء النكد والحمل الثقيل .
ربما لأننا أيضا تباكينا غير هادفين للتخلص من تلك الاعباء ، أو ضحكنا متيمنين الخروج من حيزها حينا ولو نصف ساعة فقط ، وبعده يكون مضينا في الضحك نوعا من الهيستيريا تباكيا عليه ، وحشوما ، أكثر من الضحك للخلاص .
العلة في الاشياء هي الاصل ، وبانعدامها تنعدم ، أو تبقى على الأقل قوالب ، يمكن استخدامها لأغراض أخرى ، كما رأينا .
يحتدم النزال اليوم بين الأمور الأصيلة وغير المفبركة ، وتلك المفتعلة النشاز ، وربما كان لذلك أثره البالغ على بكاء الصينييين عندنا ، خصوصا أنه اصبح لدينا خبراء كثر لجلب النسخ غير المفيدة من هناك ، سوى لجالبها والشركاء ، مع سطو أصحابها على المال والعقل الجمعوي من أجل بلوغ الربح فقط ، والربح هو السر ، وبإمكان هؤلاء التفنن في الاستيراد ووفقا لتلك الاسس من أجل ذلك السر ، شريكا وهميا ، حلوى على انها دواء ...
و لايختلف الأمر كثيرا مع الضحك ، فمع أن نسخته الأصلية ضحك من أرباب العمل في شركة ألمانية على نفوس العمال ، أرادوا ذلك عوضا عن تقديم الامتيازات والعلاوات وحق العمال فيها ، ومع ذلك كان لأصحابها على الأقل بذلك اعتراف بحق هؤلاء في الضحك ، أما عندنا فللأمر وجه آخر أقبح ، ليس خلفه عمل ، أو اعتراف بحقنا ، وإنما سهر رواد السر أيضا على هذا الجانب الآخر ، والعمل على إخراج من يدعي سروره بوجود هؤلاء ومايفعلون ، وتقمصه دور الضاحك ، الذي يقف ممثلوه أحيانا عاجزين عن الضحك بعد قبولهم الدور المفتعل ، مما يعني انه حتى وإن وجد فهو تمثيلي لا غير ، وهو مادفعهم اليوم إلى محاولة تسويغه من خلال أمور ، ملامح مغموم فيها قد تكون أكثر تجانسا مع الأمر ، وهو ماعرف  بالمبادرات ... ، أي أنهم أصبحوا يضحكون بالمبادرات ، و على من ؟
فعلا نحتاج إلى البكاء وفي أشسع من مقهى ، نحتاج إلى ذلك السيل من الدموع الحقيقي لجرف كل النكد ، وأصحاب المصائب ، وبطارقة الاتجار بالوطن والضمير ، وركب أمواج تلك الدموع لتوصلنا إلى بر الضحك والسرور بواقع جميل ، لا ضحكا على العقول .

dimanche 6 avril 2014

قانون المستبد عصا جور


لم يتوقف الانسان يوما عن الكفاح من اجل الافضل ، وعرف ذلك منذ الأزل ، ورافق مختلف مراحل البشرية ، فلم تخلو أي حقب  من حقب التاريخ من رائدين في هذا المجال ، كانوا دوما الشعلة التي تنير الدرب ، وتسعى للرقي والازدها بشعوبها ، وبلدانها ، اتجاه مصاف التحضر ، والعيش الكريم ، وإن اختلفت مشارب هؤلاء ، وسبلهم لتحقيق ذلك ، فإن الهدف المنشود ظل واحد ، كما هو الحال في التعامل معهم ، فقد كانوا دوما يصطدمون بجدار الاستبداد ، المسلح بالأيادي الباطشة ، والقوانين الجائرة .
إن أكثر اليوم ما يؤرق الحالمين بالتغيير ، والماضين في ذلك السبيل ، مبتغين الأفضل لشعوبهم وأوطانهم ، هو قانون الجور الذي يكتبه المستبد ، في إحدى صفحاته السوداء ، ليس إيمانا منه بالقانون ، أو العدل ، وإنما بحثا عن أداة قمع وتنكيل في ثوب وهم الشرعية ، مستفيدا في ذلك من وضع شكلي يوهم به نفسه قبل الغير أنه يخوله ذلك ، بوجوده في السلطة ، وتوفره على اشكال المعرف بها ، يرجع إلى الهندسة والميكانيكا أكثر من الدستور ومصادر الشرعية ، مثل مجالسه اللا دستورية وغيرها ... ، الأمر الذي  يوحي بعدم ارتباط نصوص وأفعال مثل هذه الأنظمة بالقانون والشرعية .
لا يخفى على من يعيش في عالم اليوم مفهوم دولة القانون ، والغرض منها ، كما النصوص التي تعمل بها ، الحاضرة في مجمل تفاصيلها ، التي لم يجد الانسان الخارج من جحيم الاستبداد أفضل منها ، وهو من نحتها ، نزوعا للقيم ، وحنانا منه إلى مضجع تصان فيه كرامته ، وتحترم له فيه حقوقه ، وسلطته المنبثقة من إرادته تسهر على أن يتم ذلك على أكمل وجه ، مما يعني ان القانون ودولته ، وجدا بدافع وتطلع من الشعب ، بعد ما عاناه في زنازن الاستبداد ، بيد أن ذلك لا يبقى على تلك الحال حين تكون طلائع المشهد قوى الاستبداد ، العدو الأزلي لنظم العدل وإرادة الشعوب ، والتي دوما تسير في عكس اتجاه إرادة ومصالح الشعب .
مادام الأمر واضح وبهذا القدر من التجلي ، يبقى النزوع نحو المغالطة والمكائد والتضليل اتجاه الشعب أمر مفضوح ،  مهما كان اللثام ، وأيا كان المفهوم ، لأن العلة الحقيقية من القانون لا توجد في مثل هذا ، من حيث غرضه ، وكذلك مصدر شرعيته ، بمعنى ان إلباس الجور ثوب القانون ، مجرد تحريف للقانون ، والالتزام بالميكانيكية في إخراجه لا يضفي عليه صبغة الشرعية ، لأن القانون أداة للعدل ، وشرعيته مصدرها مصالح وإرادة الشعب ، وليس تصفية خصوم المستبد ومناهضيه ، أو مطيته في النهب وغيره من فساد .
ومنه لا يكون مثل هذا النوع من النصوص بالمكان المحترم ، أو الواجب التسليم به أو طاعته من طرف المواطنين ، بل الواجب مناهضته والوقوف في وجهه ، فهو من أقبح أوجه الاستبداد ، والمراد منه التنكيل بالمناضلين الشرفاء ، والتخلص منهم عن طريقه .
لايكون للقانون الذي يضعه المستبد أي ارتباط بفكرة العدل ، التي يوضع من أجلها القانون ، أو صلة بإرادة الشعب التي يستمد منها شرعيته ، ومنه يبقى قانون المستبد كأفعاله ، لا عدل فيه يرتجى ، ولا شرعية له تهاب ، ولا يستغرب ذلك من المستبد  ، لاسيما في البلدان التي تختل فيها معايير القيم وتتردَّى مفاهيم الأخلاق ويسود التسلط ، والقانون فيها مجرد عصا ، يستعملها المستبد لما يريد ، الجديد في ذلك القانون الذي سيخرج هذه الايام "الاطار القانوني لمجتمع المعلومات الموريتاني "، والذي يقف الآن بباب محطته الأخيرة ، وخروجه منها سيكون مثل مرور متسابق الرالي بمنعطف سهل ، وهي عبارة عن برلمان ميكانيكي ، يصوت آليا ، مفتاح زره بيد السلطة ،  والغرض من هذا القانون (العصا) تكمبم الافواه ، والضرب بيد من حديد على أنامل يريدون لما تخطه من أحلام وتطلع مشروع لهذا الشعب  ، يعادي مشاريعهم في البقاء والتسلط عليه ، أن يكون جريمة ، بدل التركيز على إجرامهم الحقيقي ، والمشهود الذي لا لبس فيه اتجاه هذا الشعب الضعيف .

لا يدل تقديم مثل هذه القوانين إلا على استبداد من يقدمه ، ووجود برلمان يشرع مثله يفضح ما خفي وراء شكله ، انعدام تمثيل الشعب والدفاع عن مصالحه ، و مثل هذا النوع من القوانين لا مرجع له في العلوم القانونية النظرية ، ففقهاء القانون برءآء  منه ، وكذلك مراجع الشرع ، وقيم العدل ، والشعب لا يراعي حريته وكرامته عله يحظى بدعمه ، ومنه يكون لا وجود له إلا في خيال الاستبداد كغيره ، مما يحيك في مخيلته ضد الشعب  ، ولا أرى له ذلك سببا سوى في مقارعته .

dimanche 30 mars 2014

تضليل العقل يأباه مدلول الفعل




يستنير الانسان الطبيعي بما يفعله في الحياة بالعقل الذي رزقه الله اياه ، و ذلك للإستهداء به لفعل الأفضل ، كما يستعين به لفهم الأشياء والبحث فيها لفهم كنهها والوقوف على حقيقتها .
و يراعي العقل المثالي بالنفس السوية فيما يفعله الصواب ، وذلك ما تمليه إنسانيته التي تحن دوما إلى القيم والمثل ، وهم غذاء تلك الروح ، الموجود في ربوع الشرائع السماوية ، وما يضاف لها من المدارس الوضعية في هذا المجال ، غير أن تلك المعالم سرعان ما تفتقدها حين النظر إلى أفعال مرضى العقول ، وأصحاب النفوس غير السوية ، فوهم عقلنتها وانسجامها مع القيم والمبادئ يأباه مدلولها ،  وسرعان ما يتلاشى أمام المتتبع للأمر ، الباحث في حقيقته ، وأبرز الأمثلة على ذلك ما يفعله الطغاة اتجاه شعوبهم ، وما يلازمه من جهد حثيث من طرف من يقتاتون على فتاتهم لعقلنته و جعله قوي الصلة شكلا بما يناقضه من قيم ومبادئ تحترم الإنسان وتراعي كرامته .
يسعى المستبد دوما لتشويه المفاهيم وتخريب مدلولاتها ، ويتجلى ذلك أكثر وبشكل أدق في يومنا هذا ، الذي أصبح تهديد زواله فيه أكثر وخيارا واردا لدى الشعوب ، فهو يستبيح كل شيئ ويستعمل كل ما أمكن ، بمختلف الأساليب لتسفيه الوعي الاجتماعي الانساني ، وتزييف الاهتمام البشري وتشتيت الادراك الحسي بتلك المفاهيم ودلالاتها التي وجدت من اجلها أو في سبيلها  ، مجندا لذلك وسائل إعلامه المتعددة والمتنوعة التي لم تاخذ يوما أو تخرج غير صوره ، ولم تتحدث سوى عن ألوهيته حاشا لله ، ونبوته وتخليصه ، كما يصاحب ذلك شراء شخصيات عرفت يوما من دعاة هذه المفاهيم لا غير ذلك .
لا يراعي المستبد من مفاهيم القيم والمبادئ الإنسانية سوى ما يخدم جثومه على صدور المواطنين ، فهو لا يعترف بها أصلا ، ولا تهمه ، بل تتناقض مع وجوده ، وتمسه في كينونته ، فمثلا حين يقول دكتاتور عسكري منقلب على الدستور بالديمقراطية ، أو حقوق الإنسان ... ، وهو يحكم بالقوة ويقطع أعناق العباد ، ويستهتر بحقوقهم ، وينهش كرامتهم ، ويحاصرهم  حتى في قوتهم  ، و أبسط حقوقهم التي لا يستطيع أي منهم الحصول عليها إلا حين تقطر يداه دما من التصفيق ، وتذرف عيناه دمعا من النفاق ، ويركع منحيا لجبروته ، معلنا تخليه عن كرامته وباقي حقوقه ، أحقا مدلول هذا يدل على وجوده ؟
تختلف اوجه التضليل ، وتسير في كل الاتجاهات ، وآخر مثال عليها ما فعل مع الشباب أخيرا ، مع أن ناظره لن يؤرقه التفكير لفهمه ، فهو جلي ، فاعله وظروفه وتاريخ صاحبه وحاضره مع الشباب ، وما فعل بهم لم يترك في الأمر لبس على أحد ، يمكن أن يضلل به ، أو يجرف إلى تصديق شعار وهمي ، مدلول أفعال صاحبه ، وما يرجوه رواد التمثيل الذين ظهروا معه لم تترك فيه للشك مكان .
فظروفه تسبق انتخاب الجنرال لنفسه بشهرين فقط ، وتاريخه مع الشباب بين طياته قتل الشاب لمين مانكا ، والعامل الذي قتل مقرونا مع زميله محمد المشظوفي ، الراحل يعقوب ولد دحود الذي أشعله الظلم والاستبداد ، وكذلك المعلم عبد الرحمن ولد بزيد ، والشاب الذي قتله القمع بحانوته الشيخ ابن المعلى ، وشهيد المصحف الشريف أحمد ولد حمود ...، والتنكيل والظلم يطارد الشباب أين ما وجدوا ، الجامعة تقتحم عليهم ويطردون ويسجنون بدل حل مشاكلهم ، وفي الشارع حين يخرجون المصير نفسه في انتظارهم ، سواء كانوا ممن يحملون الشهادات طالبين حق التوظيف ، بغض النظر عن تخصصاتهم ودرجاتهم العلمية ، لأنهم وقفوا كلهم الموقف ذاته والجواب كان صريحا من يريد مواد الاشتعال نمده بها ، أو من طالهم بطش الإستعمار في ثوبه الجديد متمثلا في تازيازت و غيرها من الشركات ، التي لا يجني منها شبابنا اليوم سوى الحرمان ، والفصل التعسفي لمن طالهم سمها دون ابسط الحقوق ، وفي انتهاك صارخ وبين للقانون ،  ومباركة من يفترض فيهم حمايتهم ، بل وتعذيبهم والتنكيل بهم حين يستنجدونهم  وإكمال المهمة ... ، هذا فضلا عن انعدام أي مشاريع تنموية في حقهم أو غيرهم ممن يشكون البؤس والتهميش في هذا الوطن .
عجبا لمن  يفعل هذا مع الشباب بالامس القريب ويريد منهم اليوم  جنودا في مهازله ، أو حتى تصديق مارتون دأب عليه كل من قمع ونهب من أمثاله ... " إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " .
لوكان لمثل هذا المارتون نتيجة لوجدها الشباب في 7 سنين هي الأقرب ، كان أول شعار فيها الشباب ، فلم ننسى المنتدى الذي افتتحه الوزير الأول في قصر المؤتمرات في 2009 ، وجمع له أكثر من 600 شاب ، وقبل أن ينفض الجمع قال المنظمون كما فعل الخلف اليوم ، خرج المشاركون بملتمس تأييد .. للجنرال ، الأمر الذي استدعى تدخل البازب ، حين رفض المشاركون التزوير عليهم والكذب ... ، وقبل تنظيم الأخير وما تحقق بينه والاول من إنجاز مع الشباب ، كنا عرفنا ما نظم من أجله قبل افتتاحه ...
لقد عمل هذا النظام على تضليل المواطنين ، وتكريس قيم التحريف في كل شيئ ، الأحزاب ، النقابات ... ، وإحلال محل الشباب المناضل المناهض للظلم والاستبداد ، شباب التجسس ، النفعي الذي يتاجر بكل شيئ ، يجيد لعب "غش أعطيك فلوس ، لعبة أمل الشعوب " ، ليعيش الكل في حيرة لا يعرف الصالح من الطافح ، ولا الصادق من الكاذب ، وفي جو مماثل يكون أكثر اطمئنانا ، لكن الحيل تنكشف ، "والكذب يوكف" ، العيب ليس في التعثر ، وإنما الاتجار بالضمير .. ، وإخراج دفعة من شباب تحت الطلب في عرض عسكري أو مدني ، وتسخير كل إمكانيات الشعب لذلك لا يقلب الحق باطلا ، و ما هو كائن غير موجود ، وأمر سبق إليه سلف الاستبداد ولم يبدد ذلك حلم الشعوب ، فهي اقدر على البقاء ، والحق لا يتقادم .

إن تدنيس القيم والمبادئ والعمل على تحريفها ، جريمة ضد الإنسانية ، ويتقاسم المسؤولية فيها المستبد ، ومن ينفذون له ذلك ، حين يستبدلوها بالطمع والخنوع ، والكذب والتضليل ،و قد يعكس ذلك جبن أصحابها وجهلهم وتنكرهم للتاريخ وعبره ، لكن لن يكون نهاية شعب حلم بالحرية والعيش الكريم ، وعمل من أجلهما ومازال على الدرب ، ومدلول فعل هذا النوع من السينما التضليلية ، لم يترك حيله تنطلي على أحد .